في قلب العاصمة التركية أنقرة، عام 1999، تتشابك الأقدار في فيلم “صديقة مقربة Confidente” ليقدم لنا قصة مؤثرة عن الخيارات الصعبة في أوقات الأزمات. الفيلم، الذي يجمع بين الدراما والإثارة، يروي حكاية عاملة في خدمة الجنس عبر الهاتف تتلقى مكالمة غير متوقعة تغير مجرى حياتها. المتصل ليس زبونًا عاديًا، بل شاب عالق تحت أنقاض زلزال إسطنبول المدمر، يائسًا ومنتظرًا الموت.
هذه المكالمة تضع البطلة في موقف لا تحسد عليه، حيث يجب عليها أن تقرر كيف ستتصرف. هل ستتجاهل النداء وتعتبره جزءًا من عملها اليومي، أم ستخاطر بكل شيء لتقديم المساعدة؟ هذا السؤال المحوري يشكل جوهر الفيلم ويدفع الأحداث إلى الأمام. القصة لا تقتصر على وصف الكارثة الطبيعية، بل تتعمق في النفس البشرية وتستكشف قدرة الإنسان على التعاطف والتضحية في أصعب الظروف.
المشاهد يتوقع أن يرى تصويرًا واقعيًا لتلك الفترة الزمنية، مع التركيز على الأجواء الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في تركيا. الزلزال الذي ضرب إسطنبول كان له تأثير مدمر على البلاد، ولا يزال الكثيرون يتذكرون حجم الخسائر والمعاناة التي خلفها. الفيلم يسعى إلى تسليط الضوء على هذه الجوانب الإنسانية، مع التركيز على قصص الأفراد الذين تضرروا بشكل مباشر من الكارثة.
من المتوقع أن يثير الفيلم نقاشات واسعة حول قضايا أخلاقية واجتماعية مهمة. هل يجب على الأفراد تحمل مسؤولية مساعدة الآخرين حتى لو كان ذلك يعرضهم للخطر؟ وما هي الحدود التي يجب أن نضعها لأنفسنا عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور اهتمام المشاهدين والنقاد على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، الفيلم يقدم صورة واقعية عن حياة عاملات الجنس عبر الهاتف، وهي فئة غالبًا ما يتم تجاهلها أو تهميشها في المجتمع. من خلال قصة البطلة، نتعرف على التحديات التي تواجهها هؤلاء النساء، والظروف التي تدفعهن إلى العمل في هذا المجال. الفيلم يسعى إلى تقديم صورة متوازنة وغير نمطية عن هذه الفئة، مع التركيز على الجوانب الإنسانية والشخصية.
في النهاية، “صديقة مقربة Confidente” هو فيلم يجمع بين الإثارة والتشويق والدراما الإنسانية. إنه قصة عن الأمل واليأس، عن الحب والخسارة، وعن القدرة على التغلب على الصعاب. الفيلم يدعونا إلى التفكير في قيمنا ومبادئنا، وإلى إعادة تقييم علاقاتنا مع الآخرين. إنه عمل فني يستحق المشاهدة والتأمل، ومن المؤكد أنه سيترك بصمة عميقة في نفوس المشاهدين. الفيلم متاح للمشاهدة عبر الإنترنت على Aber.website.
