في قلب ولاية ويسكونسن الأمريكية، تتكشف فصول قصة مرعبة هزت أركان المجتمع في خمسينيات القرن الماضي. تدور الأحداث حول شخصية “إدي غين”، الرجل الذي تحول من جار هادئ إلى وحش يتربص في الظلام. المسلسل الوثائقي “Monster: The Ed Gein Story” يغوص في أعماق هذه الشخصية المعقدة، كاشفًا عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى تحوله إلى قاتل متسلسل ولص قبور.
“إدي غين” لم يكن مجرد مجرم، بل كان نتاجًا لظروف قاسية وبيئة مضطربة. نشأ في مزرعة منعزلة، تحت سلطة أم متسلطة ومتدينة بشكل مفرط، مما أثر سلبًا على نموه النفسي والعاطفي. بعد وفاة والدته، وجد “غين” نفسه وحيدًا في مواجهة عالم لا يفهمه، مما دفعه إلى الانزواء والانغماس في عوالم الخيال المريض.
لم تكن جرائم “غين” مجرد أعمال قتل عشوائية، بل كانت تعبيرًا عن اضطراباته العقلية العميقة وهوسه بوالدته المتوفاة. كان يقوم بنبش القبور وسرقة الجثث، ثم يقوم بتحويل أجزاء منها إلى أدوات منزلية وملابس، في محاولة يائسة لإعادة خلق والدته أو استعادة جزء من الماضي الذي فقده.
المسلسل لا يركز فقط على الجرائم البشعة التي ارتكبها “غين”، بل يسلط الضوء أيضًا على تأثير هذه الجرائم على المجتمع المحلي. بلدة ويسكونسن الصغيرة تحولت إلى مسرح للجريمة، وشعر سكانها بالصدمة والرعب. كيف يمكن لشخص يعيش بينهم بسلام أن يتحول إلى هذا الوحش؟ هذا السؤال ظل يطارد أذهانهم لسنوات طويلة.
“Monster: The Ed Gein Story” ليس مجرد مسلسل وثائقي عن قاتل متسلسل، بل هو دراسة نفسية واجتماعية عميقة لشخصية معقدة وبيئة مضطربة. إنه تذكير بأن الوحوش لا يولدون، بل يصنعون، وأن الظروف القاسية والبيئة المحيطة يمكن أن تدفع بالإنسان إلى ارتكاب أفعال لا يمكن تصورها. المسلسل متوفر على Aber.website للمشاهدة والتحميل.
